2025-07-04 15:42:36
نفرتيتي ونفرتاري هما اثنتان من أشهر الملكات في تاريخ مصر القديمة، حيث تركت كل منهما إرثًا لا يُنسى في الحضارة الفرعونية. على الرغم من أنهما عاشتا في فترات زمنية مختلفة، إلا أن اسميهما ما زالا يترددان حتى اليوم كرمزين للجمال والقوة والنفوذ.
نفرتيتي: الملكة القوية
نفرتيتي، زوجة الفرعون أخناتون، اشتهرت بجمالها الاستثنائي وقوتها السياسية. كانت شريكًا أساسيًا في حكم زوجها خلال فترة العمارنة، حيث ساعدت في نشر الديانة الآتونية التي ركزت على عبادة الإله آتون بدلاً من الآلهة التقليدية. تمثالها النصفي، الذي اكتشف في تل العمارنة، أصبح أيقونة عالمية للجمال الفرعوني.
لعبت نفرتيتي دورًا حيويًا في إدارة الدولة، وظهرت في المنحوتات والرسومات بمساواة مع زوجها، مما يشير إلى نفوذها الكبير. يعتقد بعض المؤرخين أنها حكمت كفرعون بعد وفاة أخناتون تحت اسم “سمنخ كا رع”.
نفرتاري: محبوبة رمسيس الثاني
أما نفرتاري، زوجة رمسيس الثاني، فقد عُرفت بـ”المحبوبة لدى الإلهة موت”. تميز عهدها بالفخامة والازدهار، حيث بنى لها رمسيس الثاني معبدًا رائعًا في أبو سمبل كتعبير عن حبه لها. مقبرتها في وادي الملكات، التي تُعد من أجمل المقابر في مصر، تعكس مكانتها العالية.
نفرتاري لم تكن مجرد زوجة، بل كانت شريكة في الحكم تظهر بجوار رمسيس الثاني في المناسبات الرسمية. رسائلها الدبلوماسية مع الملكات الحثيات تثبت دورها السياسي المهم.
التشابه والاختلاف بين الملكتين
على الرغم من أن كلتا الملكتين تمتعتا بنفوذ غير مسبوق، إلا أن هناك فروقًا بينهما:
– الفترة الزمنية: نفرتيتي عاشت في الأسرة الثامنة عشر (العمارنة)، بينما عاشت نفرتاري في الأسرة التاسعة عشر.
– الديانة: ارتبطت نفرتيتي بالثورة الدينية لأخناتون، بينما كانت نفرتاري جزءًا من العودة للديانة التقليدية.
– الإرث الفني: تمثال نفرتيتي النصفي أشهر آثارها، بينما برزت نفرتاري عبر معبد أبو سمبل ومقبرتها الفاخرة.
الخاتمة
نفرتيتي ونفرتاري تمثلان نموذجًا فريدًا للمرأة القوية في مصر القديمة. جمالهما، ذكاؤهما، وقوتهما جعلت منهما أسطورتين خالدة. دراسة سيرتهما تمنحنا نظرة أعمق عن دور المرأة في الحضارة الفرعونية وكيف استطاعت أن تترك بصمة لا تمحى في التاريخ.
هاتان الملكتان العظيمتان تظلان مصدر إلهام، ليس فقط لمحبّي التاريخ المصري، بل لكل من يبحث عن نماذج للقيادة النسائية القوية عبر العصور.
