2025-09-18 06:23:22
بعد سنوات من الانتظار، يبدو أن أرسنال أخيراً يعيش لحظته التاريخية. الفريق الذي بناه ميكيل أرتيتا ليس مجرد مجموعة من اللاعبين، بل هو تجسيد لحلم استمر لعقود. إنه إرث أرسين فينغر الذي أثمر أخيراً، حيث جمع أرتيتا بين المبادئ الكروية والإدارية التي وضعها الأسطورة الفرنسي، محولاً إياها إلى واقع ملموس على أرض الملعب.
التحول لم يحدث بين ليلة وضحاها. لقد مر أرسنال برحلة مضنية، بدأت بموسم صعب وانتقادات لاذعة، لكن أرتيتا ثبت على مبادئه. كان يؤمن بفلسفة اللعب ورؤيته حتى في أحلك اللحظات، عندما خسر الفريق أول ثلاث مباريات في الموسم الماضي. لكن إيمانه لم يضع سدى، فالتطور جاء تدريجياً، مع تحسن الأداء وتراكم النتائج الإيجابية.
مفتاح النجاح كان في البناء المتكامل. من تطوير نظام الضغط العكسي، إلى الاستفادة المثلى من قدرات اللاعبين مثل أوديجارد الذي أصبح قائداً ومحركاً للفريق. الساحر النرويجي يجسد روح أرسنال الجديد، حيث يجمع بين الإبداع الفردي والفهم التكتيكي العميق، مما يخلق لعبة هجومية مبهرة.
الجماهير التي عانت من خيبات الأمل المتكررة بدأت تستعيد الثقة. لم يعد الحديث عن لقب البريميرليغ ضرباً من الخيال، بل أصبح احتمالاً واقعياً. هذا التحول النفسي مهم بقدر التحول الكروي، حيث تجاوز الفريق عقدة “الكارثة المحتملة” التي لاحقته لسنوات.
أرسنال اليوم هو استمرار لإرث فينغر ولكن برؤية أرتيتا العصرية. إنها قصة نجاح تدور حول الهوية الكروية والقيم المستمرة، تثبت أن الفلسفة الراسخة والأسلوب المميز يمكن أن يقودا إلى القمة، حتى في أكثر البطولات تنافسية.
