2025-09-17 08:21:30
في خطوة غير مسبوقة لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية، أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي عن مبادرة جديدة تهدف إلى تغيير سلوك مشجعيه الذين يرتكبون أفعالاً عنصرية، وذلك من خلال إرسالهم في رحلات تثقيفية إلى معسكر “أوشفيتز” النازي في بولندا. وجاءت هذه الخطوة بدعم من الملياردير الروسي اليهودي رومان أبراموفيتش، مالك النادي، الذي يحرص على مواجهة التصرفات العدائية تجاه اليهود داخل أوساط الجماهير.
زيارة معسكر أوشفيتز: درس تاريخي قاسٍ
يعد معسكر “أوشفيتز” أحد أكثر الأماكن رمزيةً للفظائع التي ارتكبها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تحول بين عامي 1940 و1945 إلى مجمع ضخم شمل ثكنات وورش عمل وغرف غاز ومحارق، لقي فيه نحو 1.1 مليون شخص حتفهم، معظمهم من اليهود. وتهدف زيارة المشجعين لهذا المعسكر إلى إدراك حجم الكراهية والعنصرية التي يمكن أن تؤدي إلى مآسٍ إنسانية، بدلاً من الاكتفاء بمعاقبتهم بحرمانهم من حضور المباريات.
تغيير السلوك بدلاً من العقاب
صرح بروس باك، رئيس نادي تشيلسي، بأن هذه المبادرة تهدف إلى تغيير مواقف المشجعين بدلاً من فرض عقوبات تقليدية مثل منعهم من دخول الملاعب. وأوضح قائلاً: “إذا اكتفينا بمنع الناس من الحضور، فلن نتمكن أبداً من تغيير سلوكهم. لكن هذه السياسة تمنحهم فرصة لفهم خطأهم والرغبة في التصرف بشكل أفضل”.
وأضاف باك أن النادي كان في السابق يفرض عقوبات مثل منع المشجعين العنصريين من حضور المباريات لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، لكنه يرى الآن أن التوعية والتعليم هما الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة.
مواجهة معاداة السامية في كرة القدم الإنجليزية
يأتي هذا الإجراء بعد انتقادات واسعة تعرض لها تشيلسي بسبب تصرفات بعض مشجعيه، حيث واجه النادي اتهامات بالهتافات المعادية للسامية خلال مباراة ضد غريمه توتنهام هوتسبير في سبتمبر 2017. ويُعرف توتنهام بتأييد قطاع كبير من الجالية اليهودية في لندن، مما جعل جماهيره هدفاً للشتائم العنصرية من قبل مشجعي الفرق المنافسة لسنوات طويلة.
خطوة نحو مستقبل أكثر تسامحاً
تأمل إدارة تشيلسي أن تساهم هذه المبادرة في خلق بيئة رياضية أكثر احتراماً وتقبلاً للآخرين، حيث سيحصل المشجعون الذين يثبت تورطهم في سلوك عنصري على خيارين: إما المنع من الحضور، أو المشاركة في برامج توعوية مع مسؤولي النادي لفهم طبيعة أخطائهم.
بهذه الخطوة، يرسل تشيلسي رسالة قوية بأن كرة القدم يجب أن تكون وسيلة للتوحيد بين الشعوب وليس مجالاً للكراهية والعنصرية، مما قد يشكل سابقة إيجابية للأندية الأخرى في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
