2025-09-19 05:23:11
في مفترق الطرق بين الشغف والثروة، تقع الكثير من القصص المؤلمة في عالم كرة القدم. قصة البرازيلي أوسكار تمثل واحدة من أبرز هذه الحالات، حيث فضّل اللاعب المال على المجد الرياضي في قرار لا يزال يثير الجدل حتى اليوم.
في يناير 2017، وفي ذروة تألقه مع تشيلسي الإنجليزي، قرر أوسكار المغادرة بشكل مفاجئ إلى الدوري الصيني، محطماً توقعات الجميع. كان عمره لا يتجاوز 25 عاماً، وكان أحد أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وكان عنصراً أساسياً في منتخب البرازيل.
العقد الذي وقعه مع نادي شنغهاي سيبغ الصيني كان ضخماً بمقاييس تلك الفترة – 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، مما جعله أحد أعلى اللاعبين أجراً في العالم. القرار أثار موجة انتقادات حادة، حيث وصفه الكثيرون بأنه “انتحار مهني” بالنسبة للاعب في ذروة مسيرته.
لم يحاول أوسكار تبرير قراره بأي حجج رياضية. اعترف صراحة بأن الدافع المالي كان الأساسي، قائلاً: “أتيت من بيئة فقيرة، ولم يكن لدينا شيء. ما أفعله الآن هو من أجل عائلتي”. هذه الصراحة زادت من حدة الانتقادات، حيث رأى كثيرون أنه ضحى بطموحه الرياضي من أجل المال.
على الجانب الآخر، دافع البعض عن قراره، معتبرين أنه تصرف حكيم لتأمين مستقبل عائلته. لكن آراء الخبراء والمدربين كانت قاسية، حيث قال مدربه السابق أنطونيو كونتي: “الشغف يجب أن يُقدم على المال. إن لم يكن لديك هذا الشغف، فلا فائدة من الأمر”.
من الناحية الرياضية، قدّم أوسكار أداءً جيداً مع شنغهاي، حيث سجل 30 هدفاً في موسمين وساعد فريقه في الفوز بالدوري المحلي والكأس. لكن البطولة الصينية لم تكن تملك نفس البريق الأوروبي، وبمرور الوقت بدأ وهج الدوري الصيني يخفت، خاصة بعد جائحة كورونا.
محاولات أوسكار للعودة إلى أوروبا أو حتى إلى البرازيل باءت بالفشل، حيث رفض ناديه الصيني جميع العروض. حتى محاولته الانضمام إلى برشلونة ثم فلامنغو لم تنجح، مما جعله “سجيناً” ذا أجر مرتفع في الصين.
اليوم، وبعد ثماني سنوات في الصين، يعود أوسكار أخيراً إلى البرازيل لينهي مسيرته في نادي ساو باولو، النادي الذي بدأ منه مسيرته. العودة تأتي بعد أن فقد سنواته الذهبية بعيداً عن الأضواء الكبيرة، لكنه حقق ما كان يريده: الأمان المالي لعائلته.
قصة أوسكار تبقى مثالاً صارخاً على المعضلة الأخلاقية التي تواجه اللاعبين بين متابعة الأحلام الرياضية وضمان المستقبل المالي. قرار قد يبدو منطقياً للبعض، لكن ثمنه كان باهظاً: فقدان مكان بين نخبة كرة القدم العالمية.