2025-09-17 08:13:11
في عالم كرة القدم الحديث، لم تعد المهارات الرياضية وحدها كافية لصناعة نجم، بل أصبح المظهر الشخصي، وخاصة تسريحات الشعر، عنصراً أساسياً في تشكيل الهوية والعلامة التجارية للاعب. فقبل أسبوع من انطلاق مشاركة إنجلترا في يورو 2020، أثار فيل فودين ضجة كبيرة على إنستغرام عندما نشر صورة له أثناء تغيير لون شعره، لتتحول لاحقاً إلى قصة بلاتيني قصيرة جذبت الآلاف من التعليقات بين الإعجاب والسخرية.
تحول ثقافي في عالم كرة القدم
قبل ثلاثة عقود، كان إهمال المظهر يُعتبر دليلاً على الرجولة في عالم كرة القدم، لكن اليوم، أصبحت تسريحات الشعر المتغيرة باستمرار تعكس معايير جديدة للعناية الشخصية. مع تزايد الطابع التجاري للرياضة، تحول اللاعبون إلى علامات تجارية مستقلة، يجذبون ملايين الدولارات من عقود الرعاية، بدءاً من الأحذية وصولاً إلى مستحضرات التجميل.
شيلدون إدواردز: الحلاق الذي غير قواعد اللعبة
في قلب هذه الثورة يقف شيلدون إدواردز، المعروف بـ”إتش دي”، الحلاق الذي ساعد في إعادة تعريف صورة اللاعبين. بدأ إدواردز، وهو مهاجر جامايكي، مسيرته كحلاق عصامي، واستطاع بفضل ذوقه الفريد أن يصبح الخيار الأول للعديد من نجوم الكرة، مثل بول بوغبا ورحيم سترلينغ. تتميز تصفيفاته بالخطوط الحادة والألوان الجريئة، مما يساعد اللاعبين على التميز على الشاشة.
من ديفيد بيكهام إلى نيمار: كيف شكل الشعر مسار النجومية؟
يعود الفضل في تحول كرة القدم إلى صناعة تجارية ضخمة جزئياً إلى ديفيد بيكهام، الذي أحدث ضجة إعلامية بقصة شعره في عام 2000، مما فتح الباب أمام عصر جديد من الرعاية التجارية. اليوم، ينفق نجوم مثل نيمار آلاف الدولارات شهرياً على العناية بشعرهم، بينما يحصلون على عقود رعاية بملايين الدولارات.
الشعر كأداة للتمكين والتعبير
بالإضافة إلى الجانب التجاري، أصبح الشعر وسيلة للاعبين للتعبير عن هويتهم ودعم القضايا الاجتماعية. فخلال جلسات الحلاقة، يناقش اللاعبون مع إدواردز مواضيع تتراوح بين العنصرية وحملات التوعية، مما يجعل الصالون مساحة للحديث عن ما هو أبعد من كرة القدم.
مع استمرار تطور عالم كرة القدم، يبقى الشعر عنصراً حاسماً في تشكيل صورة اللاعبين، ليس فقط كلاعبين محترفين، ولكن كأيقونات ثقافية وتجارية. ففي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون تسريحة الشعر هي المفتاح لقلوب الملايين حول العالم.