2025-08-21 06:17:34
ليس ريال مدريد أو مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان هو الفريق الأفضل في العالم إحصائياً، بل قد لا تتجاوز شهرته حتى شهرة تركمانستان، ذلك البلد الصغير في آسيا الوسطى. لكن في هذا البلد المنغلق، يسيطر فريق واحد على المشهد الكروي بطريقة غير مسبوقة: نادي أركاداغ، الذي لم يهزم منذ تأسيسه قبل عام واحد فقط.
سجل لا يُصدق: 36 فوزاً متتالياً دون هزيمة
منذ ظهوره في الدوري التركماني، حقق أركاداغ إنجازاً خيالياً: 36 فوزاً متتالياً، وتوج بلقب الدوري والكأس في موسمه الأول، وهو ما لم يحدث في أي دوري كروي آخر في العالم. الفريق، الذي يحمل اسم “أركاداغ” (البطل الحامي)، وهو اللقب الذي يُطلق على الرئيس السابق قربان قولي بردي محمدوف، يبدو أنه يسير على خطى سياسة البلد: السيطرة المطلقة.
خلفية سياسية: فريق بظل العائلة الحاكمة
تركمانستان، الدولة الغنية بالنفط والغاز، تُدار بعائلة بردي محمدوف، حيث يحكم الأب قربان قولي والابن سردار جميع مناحي الحياة، بما في ذلك الرياضة. النادي يلعب في ملعب “أركاداغ”، الذي بُني في مدينة تحمل الاسم نفسه، بتكلفة 5 مليارات دولار، وسط مشاريع ضخمة تخلد ذكرى الرئيس السابق. حتى أن هناك تمثالاً ذهبياً بارتفاع 43 متراً لقربان قولي على حصان في وسط المدينة.
جمهور محدود رغم التذاكر المجانية
رغم الإنجازات الكروية المذهلة، يعاني الفريق من ضعف الإقبال الجماهيري. في مباراتين حديثة، لم يحضر سوى 200 مشجع في ملعب يتسع لـ10 آلاف، رغم أن التذاكر مجانية. بعض المشجعين، مثل بيغينش موكادوف (18 عاماً)، يعتبرون الفريق “أسطورة لا تُقهر”، بينما يتابع آخرون، مثل الموظف الحكومي شاغليلدي سويوف (34 عاماً)، المباريات بسبب “الأسلوب الهجومي المثير”.
هداف الدوري: “نشعر بدعم البطل الحامي”
ديدار دوردييف، هداف الدوري للعام الثاني على التوالي، كشف أن اللاعبين تلقوا تهنئة شخصية من قربان قولي بعد الفوز بالألقاب. الفريق يسجل أرقاماً قياسية، مثل 83 هدفاً في 24 مباراة الموسم الماضي، و25 هدفاً في 5 مباريات هذا الموسم.
الغموض يحيط بالخسائر المحذوفة!
رغم الادعاء بعدم الهزيمة، اختفت أي إشارة إلى خسارتين وديتين أمام فرق أوكرانية (شاختار دونيتسك ودنبيرو) من سجلات اتحاد الكرة التركماني. في بلد تشتد فيه الرقابة، لا يُستغرب محو أي إخفاق، خاصة إذا تعلق الأمر بفريق مرتبط بالرموز السياسية.
التحدي القادم: دوري أبطال آسيا
سيواجه أركاداغ اختباره الحقيقي في دوري أبطال آسيا 2 (المكافئ لليوروبا ليغ)، حيث سيتعين عليه مواجهة فرق من خارج البيئة المحلية المُسيطر عليها. المنتخب التركماني نفسه، الذي يعتمد على لاعبي أركاداغ، لم يفز بأي مباراة منذ 2022 ويحتل المركز 143 عالمياً.
هل يمكن للسياسة أن تصنع فريقاً عالمياً؟
بينما يرى المسؤولون أن “اللعب معاً يقوي الروح المعنوية”، يبقى السؤال: هل يمكن لفريق يُدار بهذه الطريقة أن ينجح خارج حدود تركمانستان؟ الإجابة قد تأتي من آسيا، لكن حتى ذلك الحين، يظل أركاداغ ظاهرة كروية فريدة في بلد لا يعرفه أحد.
