2025-09-02 01:58:27
تتصاعد الأصوات المعارضة داخل أروقة كرة القدم الأوروبية ضد التعديلات المقترحة على مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث تطالب الدوريات الكبرى -وبخاصة الدوري الإنجليزي الممتاز- الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بإعادة النظر في هذه التغييرات الجذرية التي تهدد بخلق أزمة ازدحام غير مسبوقة في جداول المباريات.
مخاوف من نظام جديد مثير للجدل
يأتي هذا الاحتجاج في ظل الخطة الطموحة التي يروج لها “يويفا” لتحويل مسابقة دوري الأبطال من نظام المجموعات التقليدي (8 مجموعات من 4 فرق) إلى نظام “الجدول الواحد” الشامل بمشاركة 36 فريقاً بدلاً من 32 حالياً. هذه التغييرات من شأنها زيادة عدد مباريات البطولة من 125 مباراة حالياً إلى 225 مباراة في النسخة الجديدة، أي بزيادة قدرها 100 مباراة إضافية.
تحذيرات من تهميش البطولات المحلية
جاكو سفارت، الرئيس التنفيذي لاتحاد مسابقات الدوري الأوروبية، عبر عن قلقه العميق خلال مشاركته في مؤتمر “بيزنس أوف فوتبول” الذي نظمته فايننشال تايمز، محذراً من أن “هذا العدد الهائل من المباريات الإضافية لن يؤثر فقط على كثافة الجدول الزمني، بل سيهدد أيضاً بقيمة وأهمية البطولات المحلية لصالح المسابقات القارية”.
معركة التوزيع العادل للمقاعد
أحد أكثر النقاط إثارة للخلاف يتمثل في آلية توزيع المقاعد الإضافية الأربعة، حيث يصر “يويفا” على منح مقعدين منها لأعلى الفرق تصنيفاً وفقاً لتصنيفه الخاص (المعتمد على أداء الأندية خلال السنوات الخمس الماضية)، مما قد يمكن الأندية الكبرى من الحصول على أكثر من 4 مقاعد. في المقابل، يطالب اتحاد المسابقات الأوروبية بتخصيص هذه المقاعد لأبطال الدوريات الصغيرة لضمان مزيد من التنوع القاري.
موقف متباين بين الأندية الكبرى
بينما عبرت أندية الدوري الإنجليزي عن قلقها البالغ -خاصة فيما يتعلق بإمكانية إقامة مباريات في يناير/كانون الثاني الذي كان محجوزاً تقليدياً للمسابقات المحلية- جاء موقف تشارلي مارشال، الرئيس التنفيذي لاتحاد الأندية الأوروبية (ECA)، أكثر تفاؤلاً حيث وصف النظام الجديد بأنه “منتج قوي” يمكن أن “يفتح آفاقاً جديدة لتطوير كرة القدم القارية”.
مطالب بتوضيحات مالية
إلى جانب الجدل حول الشكل التنظيمي، تطالب الدوريات الأوروبية بضمانات واضحة حول آلية توزيع العوائد المالية قبل المصادقة على أي تغييرات، في إشارة إلى مخاوف من تفاقم الفجوة الاقتصادية بين الأندية الكبرى والصغيرة.
تبقى هذه المعركة المؤسساتية مؤشراً على التوتر المتصاعد بين الرغبة في تطوير المسابقات الأوروبية والحفاظ على هوية البطولات المحلية، في معادلة صعبة تنتظر حلاً توافقياً خلال الأشهر المقبلة.
